يمنات – الهوية
قال خبير فرنسي في جامعة باريس في ندوة في مجلس الشيوخ الفرنسي حول الشرق الأوسط سوفي مداخله له حول اليمن بعنوان (الحدث الأبرز الذي يدور حالياً في المنطقة بعيدا عن الإعلام هو تقدم الحوثيين الذين وصفهم (أنصار إيران) في اليمن الشمالي مستغلين انشغال الجيش اليمني في الجنوب في مواجهة الحراك الجنوبي, والأهمية الاستراتيجية تمكن في اقتراب حلفاء إيران من البحر الأحمر لأول مرة في منطقة (لحج).
مضيفاً: لقد كان الحوثيون لحد الآن يشهدون صعوبات كبيرة في عمليات التزود والدعم بالسلاح والعتاد بسبب بعد صعدة عن البحر وانطوائها داخل الجبال, وسوف يعزز وصولهم إلى البحر الأحمر من مكانتهم في اليمن ويقوي نفوذهم, ما يشكل مقدمة طبيعية بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عبر تحديد حكام اليمن الجدد” يختم الخبير الفرنسي كلامه.
وقد تطرق الخبير الفرنسي إلى تقدم قوات الحوثيين على طريق صعدة صنعاء وفك الحصار عن المحافظة ووصول قوات الحوثيين إلى مشارف العاصمة اليمنية صنعاء.
ووصلت قواتهم إلى معاقل آل الأحمر الزعامة التاريخية في قبائل حاشد, الذين خسروا المعركة وخسروا معها تأييد القبائل التي تشكل حلف حاشد القبلي الذي شكل نقطة ارتكازهم القبلي في اليمن.
فر آل الأحمر من معقلهم التاريخي في (الخمري) بعد تدمير قصورهم فيها وأنتج الهدنة بين القبائل والقوات الحوثية بندا يلغي المشيخة التاريخية لآل الأحمر وبالتالي زعامتهم على اليمن التي امتدت طيلة سنوات حكم علي عبدالله صالح قبل أن ينقلبوا عليه في تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين أثناء الثورة اليمنية التي أسقطت صالح وأبقت على نظامه وحكمه بدعم من السعودية, التي يرعبها اليمن أكثر من أي بلد آخر.
وطفا هذا الاهتمام على السطح بعد التقدم العسكري الاستراتيجي الذي حققه الحوثيون, ومن الصعب مواجهتهم حالياً بسبب الحرب في سوريا وانشغال الأمريكي بتنظيم البيت السعودي الداخلي لمرحلة ما بعد عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الذي يشهد صراعات خفيفة بين الجيل الثاني من العائلة الحاكمة, فضلاً عن سقوط أحزاب الإخوان المسلمين في العالم العربي الذي كان العامل الحاسم في سقوط آل الأحمر إقليمياً ودولياً وعدم الاندفاع الغربي لإثارة موضوع اليمن عاليا في الآونة الأخيرة, ما سهل عملية سقوطهم محليا بهذا الشكل المهين والسريع.
وفي المعلومات أيضاً أن شركة (توتال) الفرنسية تضغط على الإليزيه لعدم الانجرار في أي مسعى سعودي لإدخال فرنسا في صراعات في اليمن تحديداً, وحسب المعلومات نفسها كان لشركة توتال الدور الكبير في تنظيم زيارة وفد نقابة رجال الأعمال الفرنسيين الذين زاروا طهران نهاية الشهر الماضي وقد بلغ عددهم أكثر من خمسين رجل أعمال وصناعي فرنسي, وكانت فرنسا قد شاركت بشكل غير مباشر في حرب صعدة السادسة عبر تزويد الطيران الإماراتي بقطع الغيار لطائراته الفرنسية التي شاركت في قصف صعدة خلال تلك الحرب.